Business in Action

دليلك العملي لعالم الأعمال – مقالات مترجمة وموضوعات متخصصة لأصحاب المشاريع والمسوقين العرب.

Business in Action

دليلك العملي لعالم الأعمال – مقالات مترجمة وموضوعات متخصصة لأصحاب المشاريع والمسوقين العرب.

من الحلم للمشروع: خلاصة 45 سنة في عالم البزنس مع استاذ حسين بكري

في زمن بقى فيه ابدأ مشروعك شعار بيتكرر في كل زاوية، قليل اللي بيقول لنا نبدأ إزاي، إمتى، وليه من الأساس؟ .. في حلقة مميزة من بودكاست 360، كان ضيف الحلقة الأستاذ حسين بكري، بخبرة أكتر من 45 سنة في عالم المشروعات الصغيرة والمتوسطة، ليجاوب بصراحة وبدون تجميل على السؤال اللي بيدور في عقل كتير من الشباب: هل أنا مستعد أبدأ مشروع؟! .. كلام الأستاذ حسين كان واضح وصريح… والمميز فيه انه ما باعش حلم، لكنه رسم خريطة طريق واقعية لأي حد نفسه ينجح بمشروعه.هنستعرض معاكم الآن أهم الأفكار اللي تم طرحها في الحلقة.

المشروع مش حل سحري… ده قرار كبير
المشروع مش بديل تلقائي للوظيفة.
مش معنى إنك مش لاقي شغل تعمل مشروع. لازم تكون:
فاهم في المجال اللي هتدخل فيه.
شايف فرصة حقيقية.
أو على الأقل، معاك رأس مال وحابب تستثمره بعقل.
لكن تروح لأي خبير وتقول له “اديني فكرة مشروع تكسر الدنيا”، فده مش بداية صحيحة. الفكرة لازم تطلع منك، من شغفك أو من احتكاكك بالمجال.

المشروع محتاج شخصيتك… مش بس فلوسك
ماينفعش تبقى شخص بيكسل يصحى بدري، وعايز تدير سوبر ماركت ..
الموضوع أكبر من كده…
المشروع محتاج التزام يومي وضغط وإدارة بشرية ووقت.
لازم شخصيتك تبقى مناسبة لنوع المشروع.
ولو مش كده، يبقى تشتغل شريك صامت أو تستثمر في غيرك.

رأس المال مش دايمًا هو العائق
كتير بيبدأوا بــ معنديش فلوس، بس الحقيقة إن غياب الفهم والرؤية أخطر من غياب التمويل.
ممكن تبدأ صغير، وتتعلم السوق، وتجمع علاقات، وتفهم سلاسل التوريد، التسعير، التشغيل.
عيش المشروع ببلاش قبل ما تعيشه بفلوس .. جرب تشتغل في محل، مصنع، أو حتى شركة نقل، وتعرف كل خبايا القطاع قبل ما تغامر.

الجديد مش شرط يكون اختراع… لكن لازم يكون مميز
الجديد مش شرط يكون اختراع، لكن لازم يكون مميز. الناس أوقات بيفكروا إنهم لازم يخترعوا العجلة من جديد، لكن الحقيقة إن الجديد مش دايمًا منتج ثوري. ممكن يكون ببساطة: موقع أحسن، تسعير أذكى، جودة أعلى، أو خدمة مختلفة. المهم إنك تكون ملم بالحسابات كويس، لأن الحلم مش هو اللي بيكسب، الحسبة الصح هو اللي بتكسب في النهاية.

الحسبة اللي محدش بيحب يعملها
أغلب اللي بيفتحوا مشروع بيحسبوا: التكلفة + هامش الربح = مكسب.
بس بينسوا يحسبوا:
الإيجار
العمالة
المرافق
التسويق1
فترة البريك إيفن (التعادل بين الإيرادات والمصروفات)
المرتبات حتى لنفسك!

الشراكة مش دايمًا حل.. خصوصًا لو الفكرة مش واضحة
لو هتاخد تمويل من قريب أو صديق، فـ50% تمويل + 50% من رأس مالك هو أقصى ما يُنصح به.
ليه؟ علشان تتحمل الصدمات، ولأنك ماينفعش تجرب بفلوس غيرك بالكامل.

المشروع قرار مش موضة
اللي عايز يفتح مشروع لازم:
يعرف المجال، ويدخل فيه بالتدريج.
يحسبها صح، بكل التكاليف.
يعيش التجربة بعقله قبل جيبه.
يبني على ميزة تنافسية حقيقية، مش مجرد تقليد.
وبمنتهى البساطة، لو مش قادر تجاوب على سؤال: “إيه الجديد اللي هتقدمه؟” يبقى لسه بدري.

مش كل فكرة تنفع تبقى مشروع
الفكرة لوحدها مش كفاية، اللي بيبدأ مشروع لازم يجاوب على 3 أسئلة قبل ما يحلم:

  • هل فاهم المجال كويس؟
  • هل شاف فرصة حقيقية؟
  • هل عنده رأس مال كافي ؟

وقال جملة قوية: “لو معندكش جديد تقدمه، يبقى أنت جاي تقوللي إيه؟
لأنك حتى لو فتحت محل بيبيع نفس اللي بيتباع في الشارع، من غير ميزة واضحة، فأنت بتغامر من غير سلاح.

عوامل الإنتاج مش بس فلوس
الناس بتفكر في “المشروع = فكرة + تمويل”، لكن الحقيقة إن المشروع محتاج:
علاقات بالموردين
فهم لذوق السوق
خبرة تشغيلية
قدرة على اختيار طريقة التنفيذ (صناعة، استيراد، بيع مباشر… إلخ)
وفي مثال محل الملابس، شرح ا.حسين 50 طريقة مختلفة لتشغيل نفس الفكرة، وسأل:
انت هتبدأ تصنيع؟ هتستورد؟ هتشتري جاهز؟ تعرف تدير الفواتير؟ تتابع السداد؟”
كل قرار ليه تكاليف خفية، ولازم تتحسب.

التسعير مش مجرد أرخص
كتير بيفكروا إن الميزة التنافسية تكون في السعر، لكن حسين قال:
لو هتكلمني على السعر، كلمني على النص!
يعني لازم يكون عندك ميزة تصنيع أو خدمة تخلّي سعرك المنخفض منطقي، مش مغامرة خسرانة، وكمان، السعر الرخيص مش دايمًا بيكسب ولاء العميل. القيمة هي اللي بتكسب.

التسويق مش إعلان وبس
اعمل قيمة قبل ما تعمل إعلان.
السوشيال ميديا ممكن ترفعك، وممكن تحرقك لو المنتج مش قد التوقعات.
الزبون مش هيجربك وخلاص… ولو جربك وما انبسطش، هيتكلم.
يعني لو اعتمدت على البلوجر أو الإعلانات بس، من غير ما تقدم قيمة حقيقية… السوق هيكشفك أسرع مما تتخيل.
السوق مش ساذج… والمستهلك مش غبي.

وهم السيزون ..
واحدة من أقوى التحذيرات كانت عن إنك تبدأ مشروع في السيزون، زي العيد مثلاً:
ما تحسبش أرباحك على موسم العيد… السوق الحقيقي هو الأيام العادية.
يعني لازم تحط سيناريوهات للأسوأ، مش للأحسن… علشان ما تصحاش على صدمة لما الطلب يقل.

السوق بيكافئ (اللي عارف هو بيكلم مين)
اتكلم عن توصيف الفئة المستهدفة، مش مجرد كلمة شباب أو طلبة، لازم توصف الزبون كأنه شخص واقف قدامك: دخله كام؟ بيفكر إزاي؟ بيشتري منين؟ بيصرف على إيه؟
لما تفهم زبونك، هتعرف تقدم له عرض مقنع .. وهتقدر تميّز نفسك عن أي حد بيبيع نفس الحاجة.

التوسع مش دايمًا نجاح
ناس بتفتكر إن فتح فرع تاني، أو التوسع، علامة على النجاح. لكن ممكن يكون مجرد رد فعل غير مدروس، أو محاولة تغطية خسارة فرع تاني.
زي ما فتحت فروع، ممكن تقفل فروع… الأهم إنك تبقى مرتب نفسك.

المشروع مش حرية… ده شغل أكتر
ناس كتير بتحلم تفتح مشروع عشان تكون “مدير نفسها”، لكن الحقيقة إنك بدل ما كنت تحت إدارة شخص واحد، هتكون تحت إدارة 12 شخص: العملاء، الموردين، الحكومة، الموظفين…
ده معناه إن الشغل هيكون أكتر، والمجهود هيزيد، والضغط هيكون أعلى. لكن لو اشتغلت صح، النتايج هتكون أقوى وأكبر بكثير مما تتخيل.

نقطة التعادل (Break-even Point) هي الأساس
كتير من الناس بيحسبوا الأرباح بناءً على الفرق بين سعر المنتج وتكلفته الأولية، لكن في الحقيقة فيه مصاريف تانية لازم تحسبها. مثلاً، لو اشتريت تيشيرت بـ 50 جنيه وبعته بـ 150 جنيه، ده مش مكسب صافٍ. لازم تحسب مصاريف زي الإيجار، الكهرباء، المرتبات، الدعاية، وأي خسائر من التالف أو المرتجع. على سبيل المثال كنت بتصرف 1000 جنيه إيجار، 200 جنيه كهرباء، 300 جنيه دعاية، و50 جنيه مرتجع، يبقى لازم تحقق مبيعات تغطي التكاليف دي الأول. بعدها، أي دخل إضافي هيبقى المكسب الحقيقي. الحساب الصح هو اللي يضمن لك إنك تغطي كل المصاريف قبل ما تبدأ تحتفل بالربح.

اعمل حاجة صغيرة… وبيعها الأول
لو هتبدأ تصنيع، مش لازم تبدأ بمصنع!
اعمل منتجك عند الغير، شوف الطلب عليه، اتأكد إنه بيتباع… وبعد كده فكر تعمل خط إنتاج خاص بيك، دي نصيحة تنقذ آلاف من المقترضين اللي بيبدأوا مصانع ضخمة قبل ما يعرفوا حتى هيسوّقوا إزاي.

فهم المنافسين… مش تقليدهم
كتير بيظنوا إن تقليد مشروع ناجح هو طريق مختصر للنجاح، لكن السؤال الأهم: هل السوق محتاج نفس المشروع؟ هل فيه طلب كافي؟ والأهم، هل هتقدم حاجة مختلفة؟ التقليد من غير فهم بيكون خطر. مش عشان شوفت كافيه ناجح، تفتح زيه! يمكن نجاحه سببه علاقاته، أو موقعه، أو تجربة خاصة بيقدمها. فلو هتقلد .. لازم تعرف بتقلد إيه وتفهم السبب الحقيقي ورا النجاح مش بس الشكل اللي ظاهر ليك.

الرغبة ≠ الجاهزية
قالها بصراحة وصدق: اللي بيجي يقول لي: عندي فكرة، وعايز تمويل، وعايز دراسة جدوى، وعايز إدارة… ده مش هيعمل حاجة!
لازم على الأقل تكون عندك رؤية، فهم، استعداد، و”دخلة” واضحة تقول فيها هتعمل إيه بالضبط.

دراسة الجدوى الحقيقية = أربع أجزاء لازم تشتغل عليهم
أ. حسين ما سمّاش الأجزاء الأربعة نصًا، لكن من كلامه نقدر نجمعهم بالشكل ده:
أ) الدراسة السوقية
هل في طلب؟
الطلب ده موسمي ولا ثابت؟
الفئة المستهدفة مين؟
سلوك الشراء عندهم إزاي؟
المنافسين بيبيعوا بكام؟ وبيكسبوا إزاي؟
ب) الدراسة الفنية
نوع المنتج أو الخدمة وشكل تقديمها
طريقة التشغيل: مصنع؟ تصنيع عند الغير؟ استيراد؟
أدوات، معدات، خامات، مكان، عمالة
ج) الدراسة المالية
التكلفة الاستثمارية (الأصول الثابتة)
التكلفة التشغيلية الشهرية
الإيرادات المتوقعة
نقطة التعادل (Break-even)
صافي الربح
د) الدراسة التنظيمية والإدارية
مين هيدير؟
في شريك؟ عمالة؟ علاقات مع موردين؟
هتسوق إزاي؟ مين هيبقى على الأرض؟ ومين هيتابع الحسابات؟

دراسة الجدوى مش ورقة… دي رحلة ميدانية
دراسة الجدوى مش مجرد تقرير جاهز أو ملف PDF بيتباع مع المشروع…
دراسة الجدوى هي تجربة ميدانية على الأرض.
امسك كل بند في الدراسة، وانزل شوفه في الواقع… الأسعار، المنافسين، العمالة، سلاسل الإمداد، حتى الموردين.

اتعلم تتنبأ بالمبيعات”
من أعقد الأسئلة اللي ماحدش بيجاوبها بدقة هي: هبيع قد إيه؟
وده جزء من دراسة الجدوى، ومن شغلك الحقيقي على الأرض. عشان تعرف تتنبأ:
لازم تكون اشتغلت في نفس المجال.
أو اشتغلت في محل أو مصنع مشابه.
أو على الأقل، قعدت مع ناس شغالة في المجال.
لو مش موجود في الفيلد… هتضطر تنزل تسأل، وتراقب السوق، وتفكك الأسعار، وتسمع كلام الزباين والمنافسين.

الفرصة البديلة…
يعني إيه الفرصة البديلة؟
ببساطة: أنا لو ما عملتش المشروع… ممكن أعمل إيه تاني بنفس الوقت أو الفلوس دي؟
عندك فلوس؟ ممكن تستثمر في:
ذهب
عقار
أي وسيلة استثمار آمنة أو شبه آمنة.
عندك وقت ومجهود؟ كان ممكن تشتغل بـ:
وظيفة بمرتب ثابت
فريلانسر
يعني ماينفعش تعمل مشروع، وتعتبر إن مجهودك ووقتك جاي من الهوا.
لازم تحسب كل حاجة على إنها ليها تكلفة، حتى وقتك ومجهودك

ما تبدأش مشروعك وتنسى مرتب بيتك
أول ما تسيب وظيفتك وتبدأ مشروعك… لازم تدي لمراتك على الأقل مصاريف البيت لـ 6 شهور.
ليه؟
لأن المشروع مش هيكسب من أول يوم.
وفي شهور هتبقى صعبة… ومينفعش البيت يدفع الثمن.
فلازم تأمن بيتك قبل ما تغامر.

كل مشروع ليه رينج و وحدود
فيه ناس فيديوهاتها بتوصل لمليون… وفيه ناس فيديوهاتها بتقف عند 20 ألف. كل واحد ليه رينج.
واللي بينجح هو اللي:
يعرف رينجه الحالي.
ويشتغل على رفعه بالتدريج.
بس مايتوهّمش إنه فجأة هيغزو السوق.
نفس الكلام في المحلات والمشاريع. ماينفعش تبدأ وتتخيل إنك هتبقى (رقم واحد) في شهرين.
البناء بياخد وقت… ووعي.

خاتمة..
المشروع الحقيقي .. مش مجرد فكرة مبتكرة، ولا تمويل جاهز، ولا حتى حد شجعني أبدأ…
المشروع الحقيقي .. هو اللحظة اللي تفهم فيها نفسك، سوقك، قدراتك، وحدودك.
المشروع مش مرحلة انتقالية لحياة حلوة… هو حياة مليانة تفاصيل، ضغط، إدارة، وتخطيط.
وأهم سؤال لازم تسأله لنفسك: هل أنت مستعد تعيش التفاصيل دي، ولا بتدور على حلم وردي؟
فلو كنت بتفكر تبدأ، خُد وقتك، انزل السوق، اسأل، جرّب، احسبها، وافهم إنت رايح فين.
ولو لقيت إنك لسه مش جاهز، دي مش هزيمة… دي أول خطوة حقيقية في طريق النجاح.

كاتب

  • متخصص في التسويق الرقمي وكتابة المحتوى. أشارك مقالاتي على منصة Business in Action لتوسيع آفاق معرفتي وتبادل الخبرات مع المهتمين بمجال التسويق.

تعليق واحد على “من الحلم للمشروع: خلاصة 45 سنة في عالم البزنس مع استاذ حسين بكري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تمرير للأعلى