كيفية تأسيس إدارة تسويق ناجحة؟

في كتير من الأدوار اللي مارست فيها التسويق في الشركات كان الدور الأساسي هو تكوين إدارة تسويق متكاملة .. أفتكر في أحدى الشركات اللي اشتغلت فيها تم تعييني كمدير تسويق ومكنش في حد موجود في الإدارة يقوم بأي مهام تنفيذية .. فاضطريت في البداية للقيام ببعض المهام التنفيذية لاستمرار العمل .. وبدأت التطوير خطوة بخطوة لحد ما تركت الشركة وبها فريق تسويق متكامل .. ورغم إن الموضوع أخد وقت شوية ولكن كانت النتايج مرضية بشكل كبير سواء على المستوى الشخصي أو على مستوى إدارة الشركة والنتايج اللي تم تحقيقها

وخليني أقولك إن اللي ساعدني في كل مرة في بناء إدارة تسويق متكاملة هي عدة أمور:

1. فهم رؤية الشركة وأهدافها

دايما لما كنت بدخل شركة جديدة كنت ببقى حريص جدا على فهم رؤية الشركة واللي كان بيتم من خلال التواصل المباشر مع المديرين المعنيين سواء كان المدير التنفيذي للشركة أو بالتواصل مع الإدارات الأخرى ذات الثقل داخل المؤسسة

والأمر ده كان بيساعد بشكل كبير في تكوين الرؤية العامة للشركة ومعرفة أهدافها ومعرفة متطلباتها من إدارة التسويق واللي بناء عليه تم تحديد أولوياتنا في فريق العمل .. وزي ما وضحنا قبل كدا إن دور التسويق قد يختلف من شركة للتانية بناء على معطيات مختلفة

2. مراجعة الموارد المتاحة ليك كإدارة

بمعنى هل في حد كان بيقوم بدور التسويق قبل وجودك بشكل غير رسمي .. فيلخص ليك المهام اللي كانت بتقوم بيها الشركة في الجانب التسويقي .. أو هل في موردين بعينهم بتتعامل معاهم الشركة؟ سواء كانت شركة دعاية وإعلان أو شركة تسويق إلكتروني أو غيرهم ..  الناس دي هتساعدك في البداية تنجز المهام التنفيذية المطلوبة لفهمهم لطبيعة الأعمال المطلوبة المتكررة بشكل دوري من الشركة .. ولأنه أكيد الشغل مش هيقف لحين استكمال فريق العمل .. وهيبقى مطلوب منك القيام بكثير من الأمور التنفيذية لحين استكمال فريق العمل وتفويض المهام للفرق المختلفة

3. التدرج في الاستبدال

وارد أنت كمدير إدارة يكون عندك معارفك وعلاقاتك من الموردين المختلفين اللي بتثق فيهم وبتثق في إمكانياتهم .. ولكن بنصح في البداية بعدم استبدال الموردين الحاليين للشركة إلا بعد التجربة وبعد فهم علاقتهم بالشركة بشكل كامل وكمان فهمك لطبيعة النظام داخل الشركة .. فوارد يكون فيهم موردين كويسين فعلا وخسارتهم خسارة للشركة .. خصوصا إن في موائمات لابد من وضعها في الاعتبار عند استبدال مورد بآخر

بعض الشركات طبيعة القرارات فيها متأخرة وتكون في اللحظات الأخيرة – مش هنقول إن ده صح في الإدارة ولكنه واقع في كثير من الشركات – ولأن الموردين الحاليين اللي شغالين مع الشركة فاهمين نظامها قد يتقبلوا الكثير من الضغط اللي لن يتحمله غيرهم .. خصوصا إن الموردين اللي من طرفك ممكن يرفضوا ده لأنه لسه مفيش رصيد للشركة اللي بتعمل فيها عند المورد اللي من طرفك ..

وبعض الشركات قد تعاني من نقص في السيولة المالية .. فتتعامل مع الموردين بشكل آجل في التعاملات المالية .. ونظرا لطبيعة العلاقة بين المورد والشركة وحجم الأعمال بينهم فقد يحتمل المورد من الشركة دي تأخير لا يتحمله من شركة تانية

4. استخدم علاقاتك

صحيح بننصح بالتدرج في الاستبدال ولكن لحين استكمال فريق العمل فقد تتطلب بعض المهام السرعة .. وعملية التوظيف قد تأخذ بعض الوقت لاعتبارات مختلفة .. فمن الأفضل هنا استخدام علاقاتك الشخصية لإنجاز المهام المطلوبة زي إن يكون مطلوب تنفيذ تصميمات معينة .. وإجراءات تعيين المصمم قد تأخذ الكثير من الوقت إما لتأخر ترتيبه في أولويات الفريق .. أو لطبيعة الإجراءات الخاصة بالتعيين .. فالأنسب هنا استغلال العلاقات الخاصة وإنهاء المطلوب بشكل فري لانس ولكن طبعا بعد التنسيق بشكل كامل مع إدارة الشركة والإدارات المعنية

5. تحديد الوظائف التي تحتاج فيها إلى دوام كامل

محتاج تفرق بين احتياجاتك من فريق العمل .. فحدد ما هي الوظائف التي تحتاج إليها بشكل مستمر؟ وما هي الوظائف التي تحتاج إليها بشكل جزئي؟ .. بعض المهام قد يكفي فيها التعاون مع فريق خارجي سواء كانوا فري لانسرز أو شركات بتقدم خدمات زي خدمات السوشيال ميديا

أفتكر في أحدى الشركات كان تركيز الشركة بشكل أساسي على التجارة الإلكترونية وكانت الشركة عندها منتجات تصل لـ 20 ألف منتج مع تجدد المنتجات بشكل مستمر .. وكانت الشركة تواجه تحدي في تصوير المنتجات من حيث تكلفة التصوير مع شركات خارجية أو حتى الوقت المستغرق في التصوير

وكان الحل اللي سعيت فيه بعد تجربة كذا محاولة هي إنشاء ستوديو تصوير داخلي بإمكانيات مناسبة لاحتياجات الشركة وبتكلفة معقولة وتعيين مصور متخصص في تصوير المنتجات .. الأمر اللي نتج عنه تسريع وتيرة العمل بشكل غير مسبوق واللي على أساسه تم بناء الإدارة حسب احتياجات العمل

بناء إدارة تسويق ناجحة هي عملية تتطلب الكثير من الجهد والفهم لطبيعة النشاط الذي تقوم به الشركة وطبيعة توجهاتها ومعرفة الإمكانيات المتاحة ليك كمدير مع مراعاة التدرج والأولوية