دور التسويق في الشركات (تمهيد)

لو فكرنا في دور التسويق في الشركات هنلاقيه بيختلف باختلاف أمرين:-

• مفهوم الشركة عن التسويق

في كتير من الناس وكتير من الأفراد مفهومهم عن التسويق منحصر في حاجات معينة، وده راجع للي شافوه واحتكوا بيه من فروع التسويق واللي عادة بيكون أبرزها الإعلانات والترويج بأشكاله المختلفة أو في تصور إن المبيعات هي هي التسويق

• الإمكانيات المتاحة للشركة للتطبيق

بعض الشركات بتكون مفاهيمها عن التسويق منضبطة ولكن لمحدودية الموارد بينحصر عندهم التسويق في بعض المهام واللي بتختلف بطبيعة اختلاف الشركة وهل هي B2B  ولا B2C فتلاقي مثلا لقلة الموارد فمفيش إمكانيات لعمل بحوث تسويقية فبيتم الاعتماد على المعلومات المتاحة من السوق والتجار وفريق المبيعات .. فبيضظر يحصر نشاطه التسويقي وميزانيته على بعض الأعمال الترويجية زي الظهور في الإيفينتات والفعاليات الجماهيرية المختلفة أو صرف الميزانية في الإعلانات المباشرة على السوشيال ميديا أو طباعة المواد الدعائية للمتاجر اللي عنده وهكذا .. فبينحصر الدور في مهام تنفيذيه صغيرة لمحدودية الموارد وترتيب الأولويات بما يتناسب مع رؤية الشركة 

وفي نوع تاني من الشركات زي الشركات الكبيرة والمتعددة الجنسية .. ولأن الشركة عندها من الموارد والإمكانيات ولطبيعة حجم البيزنس .. فدور التسويق بيكون محوري لدرجة إن في بعض الشركات ممكن يوصل عدد العاملين في إدارة التسويق لـ 100 فرد وممكن أكتر .. عشان كدا بيكون متاح ليهم تطبيق التسويق بمفهومه الشامل ودعمه بأنشطة مجتمعية تساهم في تحسين مكانة الشركة في السوق وفي أذهان العملاء.

وبالتالي أنت كفرد مهتم بالتسويق دورك قد يختلف من شركة للتانية بناء على الاعتبارات المذكورة؛ فممكن يبقى دورك مقتصر على عمل لا يمثل التسويق بمفهومه الشامل بسبب مفاهيم الشركة المغلوطة .. وممكن يبقى دور صغير بسبب محدودية الإمكانيات المتاحة للتطبيق .. أو لأنك ترس صغير في دايرة كبيرة زي الشركات المتعددة الجنسية – ولكن الرؤية هنا هتكون أوسع لأن التسويق دوره هنا محوري – ..

وربما يتأثر دورك في التسويق لأسباب تانية .. مثل:

• حصر القرارات التسويقية على أصحاب المال

لأن التسويق في الأساس معني بالرؤية الخاصة بالبيزنس وعامل زي الدفة اللي بتوجه الشركة فمش من السهل إن صاحب المال يسيب القرارات التسويقية ولا الرؤية دي لأي حد خصوصا لو شاب لسه حديث تخرج .. الموضوع بيحتاج وقت طويل عشان يثق في الشخص المسئول عن التسويق ويبدأ يفوضه في بعض القرارات ويشوف نتيجة التفويض ايه وإلا فهيفضل محتفظ بالقرار لنفسه .. وهيكون دور المسئول عن التسويق هو التنفيذ ويمكن ده اللي بيحصل في أغلب الشركات الصغيرة والمتوسطة

ممكن تظن إن الكلام محبط طالما مش متوفر ليك الفرصة عشان تنفذ رؤيتك بسهولة ولكن هو الموضوع أشبه بصبي الورشة اللي بيفضل سنين يتعلم تحت إيد المعلم .. وبيشتغل مناول فترة طويلة لحد ما تجيله الفرصة يمد ايده واحدة واحدة في الشغلانة لحد ما يبقى معلم كبير .. الحاجة اللي تطمن إن أي إنجاز بيتم بيبان بسرعة لأن أي مجهود في الاتجاه الصحيح بيظهر أثره بشكل سريع

الخوف الحقيقي إن صاحب المال يكون مفهومه عن التسويق مشوش أو مش مديله الأولوية أو بيتعامل معاه على إنه حاجة ثانوية خصوصا لما بنتكلم عن الشركات الصغيرة والمتوسطة .. ساعتها هيكون البحث عن بديل هو السيناريو الأفضل .. وإن كان بيئة العمل السلبية في أوقات كتير بنستفاد منها زي ما بنستفاد من البيئة الإيجابية لو قرينا المشهد صح وعرفنا نستغل الموضوع لصالحنا مش العكس

دورك كفرد مهتم بالتسويق إنك تلم بكل الفروع علميا ونظريا وتسيب لنفسك الفرصة في التجربة .. سواء كنت في شركة كبيرة أو صغيرة .. وسواء توفرت ليك المعطيات أو لم تتوفر .. وسواء أنت شغال في شركة مهتمة بجزء على حساب جزء .. لأن ممكن تكون النهاردة شغال في جزء الميديا في شركة ما .. ممكن بكرة تبقى شغال في مجال الريسيرش في شركة تانية .. ومع الوقت الخبرات هتزيد .. والتنوع هيفيد .. وساعتها تقدر تحدد لنفسك المسار اللي أنت حابب تكمل فيه ..